ترتيب الأولويات يزيد الثقة بالنفس وقوة الشخصيّة

هل تعلم ان ترتيب اولوياتك يساعد بشكل لا يستهان به على تعزيز الثقة بالنفس والتخلص من خوف اتخاذ القرارات. جرب تمرين تحديد الاولويات وشاهد الفرق بنفسك

الثقة بالنفس

Dr. Ahmad Hajeer

1/31/20251 دقيقة قراءة

ترتيب الاولويات يزيد الثقة بالنفس
ترتيب الاولويات يزيد الثقة بالنفس

هل سبق أن وجدت نفسك عالقًا بين خيارين: وظيفة براتب خيالي تُغريك بسيارة فاخرة ولكنها تبعدك عن عائلتك لساعات طويلة، أو وظيفة بسيطة تسمح لك بالعشاء مع أطفالك لكنها تجعل حلمك في شراء شقة جديدة أشبه بـ"رحلة إلى المريخ"؟ هنا تبدأ المعركة الملحمية بين قيمك! ترتيب الأولويات ليس مجرد قائمة مملة تكتبها في دفتر ملاحظاتك ثم تنساها، بل هو "خرائط غوغل" التي تنقذك من الضياع في الصحراء.

تخيل معي هذا الموقف الكوميدي: صديقي أحمد حصل على عرض عمل في دبي براتب ضخم، لكنه رفضه لأن القيمة الأولى في حياته هي "وجود والدته المريضة بجانبه". القرار الصعب هنا لم يكن مجرد رفض وظيفة، بل كان انتصارًا لقيمة "الأسرة" على قيمة "المال".

السؤال الذي يُقلق الجميع: هل يمكن لقيمك أن تُنقذك من قرار خاطئ؟ الإجابة المختصرة: نعم، لكن بشروط! تابع القراءة لتعرف كيف.

ماذا يعني ترتيب القيم والأولويات

تخيل أنك تحزم شنطة سفر لقضاء عطلة، فتضع فيها: جوارب ملونة، كتبًا ثقيلة، فرشاة أسنان، وشاح جدتك الحبيبة، و... علبة بقايا طعام من الأسبوع الماضي! هذا بالضبط ما يحدث عندما لا تُرتب قيمك: تختلط الأمور المهمة بالتافهة، وتفقد بوصلة حياتك.

القيم هي الأشياء التي تستحق أن تأخذها في رحلة حياتك، لكنك تحتاج إلى فرزها قبل أن تتحول إلى فوضى! بحسب كتاب جون غريفيث (2021)، ترتيب القيم يشبه "تحديث تطبيقات الهاتف": تَحذف ما لم يعد يُفيد، وتُركِّز على ما يخدم أهدافك.

تجربة واقعية:

سألتُ مجموعة أصدقاء: "ما الذي ستنقذه أولًا من حريق؟". كانت الإجابات:

- أحمد: "هاتفي، لأن عليه صور أطفالي!" (قيمته: الذكريات).

- ليلى: "محفظتي، لأن فيها أوراقي الرسمية!" (قيمتها: الأمان المادي).

- نادر: "لا شيء، سأنقذ قطتي!" (قيمته: الرحمة بالحيوان).

الخلاصة؟ كل شخص يُعرِّف "المهم" بناءً على قيمه.

تأثير القيم على القرارات وبالتالي على الثقة بالنفس

قراراتنا اليومية أشبه بمعركة بين "عقلنا المنطقي" و"بطننا الجائع"! لكن عندما تُرتب قيمك، يصبح قرارك أشبه باختيار سلطة لذيذة بدلًا من آيس كريم (نعم، هذا ممكن... نظريًا!).

مثال طريف من الواقع:

صديقي خالد حصل على ترقية في العمل تطلب منه السفر أسبوعيًا، لكنه رفضها لأن قيمته الأولى هي "حضور مباريات ابنه الكروية". النتيجة؟ الآن ابنه يُطلق عليه لقب "احسن اب في الدنيا"، بينما زملاؤه في العمل يعتقدون أنه "مجنون"!

في بحث لـ**غريفيث (2021)**، تبيَّن أن 80% من الأشخاص الذين رتبوا قيمهم شعروا بأن قراراتهم أصبحت أسرع من "سرعة الضوء" (أو على الأقل أسرع من إنترنت منزلك عندما تريد مشاهدة فيلم!).

الثقة بالنفس: عندما تتحول قيمك إلى "درع خارق" ضد الشك!

هل لاحظت أن الأشخاص الواثقين يشبهون "الأبطال الخارقين"؟ السر ليس في الملابس الضيقة أو العضلات المفتولة، بل في قراراتهم التي تُناسب قيمهم. تخيل معي هذا الموقف: أنت موظف في شركة، ويُعرض عليك رشوة كبيرة لتمرير صفقة غير أخلاقية. إذا كانت قيمتك الأولى هي "النزاهة"، فستشعر كـ"باتمان الأخلاق" وأنت ترفضها، حتى لو كنتَ تحلم بشراء سيارة جديدة.

كيف ترتب قيمك واولوياتك لتعزيز الثقة بالنفس؟

لا تقلق، لن أطلب منك كتابة 10 صفحات عن فلسفة الحياة! إليك خطة بسيطة:

الخطوة 1: اكتب كل قيمك على ورقة (حتى لو كانت "النوم 8 ساعات"!).

- مثال: الصحة، العائلة، المال، الإبداع، القهوة الصباحية (نعم، هذه قيمة مشروعة!).

الخطوة 2: اسأل نفسك سيناريوهات مستحيلة:

- "ماذا لو ظهر جنيّ وقال: اختر بين السفر حول العالم أو البقاء مع أمك المريضة؟".

- "ماذا لو اضطررت للاختيار بين وظيفة مملة براتب عالٍ أو وظيفة ممتعة براتب منخفض؟".

الخطوة 3: رتِّب القيم – الأهم أولًا!

- المستوى 1: العائلة.

- المستوى 2: الصحة.

- المستوى 3: القهوة الصباحية (لا تضحك، هذه جديّة!).

ملاحظة: إذا وجدت نفسك تُرجع الترتيب كل أسبوع، فلا بأس! القيم تتغير كما تتغير موضة الملابس!

القيم والعلاقات العاطفية

العلاقات الناجحة تُشبه "وصفة طبخ ناجحة": تحتاج إلى مكونات متوافقة! إذا كانت قيمتك هي "الاستقرار" بينما شريكك يعشق "المغامرة"، فقد ينتهي بكم الأمر في رحلة تخييم بدون خيمة... أو أسوأ: تكتشف أنه يريد العيش في غابة بينما أنت تحلم بشقة في وسط المدينة!

وجدت دراسة أن الأزواج المتشاركين في 3 قيم رئيسية (مثل الاحترام، الصدق، المغامرة) هم الأقل عُرضة للصراخ والنكد

ما القيمة التي تعتقد أنها ضرورية لتكون مشتركة بينك وبين شريكك؟

علاقة ثقافة البلد بالقيم والاولويّات

في عائلتنا، كلما اجتمعنا على مائدة الطعام، تَصرخ جَدَّتي مبتسمة: "مَن لا يأكل الفلفل الحار ليس منّا!" بالطبع، هي لا تقصد التهديد حرفيًا، لكنها تُريد أن تقول: "الأكل الحار هو خيطٌ يربطنا كعائلة". هنا تظهر الثقافة كـ"قالب الكعكة" الذي يُشكِّل قيمنا… حتى لو جعل عيوننا تدمع و ....... تولّع

الثقافة هي ذلك الصديق الخفي الذي يَهمس في أذنك: "هذا مقبول، وهذا مرفوض". في اليابان مثلًا، قيمة "العمل الجماعي" قد تدفع موظفًا للذهاب إلى العمل وهو مصاب بالإنفلونزا، لأن غيابه "سيُثقل الفريق". بينما في الثقافات الغربية، قد تَرفض ترقيةً إذا كانت تُبعِدك عن وقت عائلتك، لأن "الفردية او ما يسمّيها البعض انانيّة " هناك تعني: "أنا أولًا، ثم الشركة".

صديقي الأمريكي من اصول عربية تزوج من فتاة سعودية، وفي أول زيارة لعائلتها، صُدم عندما وجد أن "إصرارهم على إطعامه" ليس مجرد كرم، بل قيمة ثقافية اسمها "لا نترك ضيفنا جائعًا". أكل حتى شعر أنه سيَتحوّل إلى "كبة حلبية"!

الثقة بالنفس تأتي من الثبات على القيم في مكان العمل

أنت موظف في شركة تصمم ألعابًا إلكترونية، وقيمتك الأساسية هي "الإبداع"، لكن مديرك يطلب منك نسخ أفكار الشركات المنافسة حرفيًا! هنا تشعر أنك "فأر تجارب". لماذا يحدث هذا الصدام؟

بحسب دراسة لـ**غريفيث (2021)**، 70% من الأشخاص الذين يعملون في بيئات تتعارض مع قيمهم يشعرون أنهم "يحاولون العيش بمرح في السجن" – أي يؤدون مهامًا بلا شغف. بينما النسبة الباقية إما يتركون العمل، أو… يُصابون ببرودٍ عاطفي يجعلهم يشبهون "روبوتات بشرية"!

كيف تَنجو من هذه الكارثة؟

- الخطوة 1: اسأل نفسك: "هل أستطيع تغيير قيمي لتناسب العمل؟". إذا كانت الإجابة "نعم"، فأنت إما منافق محترف، أو تحتاج لمراجعة أولوياتك!

- الخطوة 2: ابحث عن شركة تُشبهك. مثال: إذا كانت قيمتك "المرونة"، ابحث عن شركة تسمح بالعمل من المنزل… أو من على شاطئ في بالي!

هل تتغير القيم و الأولويّات

قيمك ليست منحوتة على جبل إيفرست! بل هي كـ"ملابس الأطفال"… تنمو معك وتتغير. في العشرينيات، قد تكون قيمتك هي "السفر وحضور الحفلات"، لكن في الثلاثينيات، تَكتشف أن "الاستقرار" و"تعلّم صنع البسكويت" هما ملح الحياة!

صديقي علي كان في العشرينيات يُنفق نصف راتبه على الحفلات، ويهرُب من أي حديث عن الزواج. الآن في الثالثة والثلاثين، يُنفق وقته في تعلّم كيفية صنع "الكوكيز" لابنته، ويقول مبتسمًا: "أشعر أني اخترعتُ سعادةً جديدة!".

الوعي الذاتي

الوعي بقيمك يُشبه "تنظيف نظارتك بعد يوم تحت المطر": فجأة ترى كل التفاصيل بوضوح! المشكلة أن معظمنا يَخشى النظر في هذه المرآة، لأنها قد تُظهر له أنه يعيش حياةً لا تُشبهه!

كيف تبدأ رحلة الوعي؟

تمرين اليومي: في نهاية كل يوم، اسأل:

- "هل قراراتي اليوم عكست قيمي؟".

- "لو أعدت اليوم، ما الذي سأغيره؟".

لا تقلق إذا نسيتَ تطبيق التمرين… حتى سوبرمان كان ينسى أحيانًا ارتداء الكلسون تحت البنطال!

---

المراجع العلميّة:

- غريفيث، جون. (2021). ترتيب القيم وأثره على الثقة بالنفس وفعالية اتخاذ القرارات.

--

---